مشروع جيوبارك الأطلس المتوسط
المنتزه الجيولوجي "جيوبارك الأطلس المتوسط" هو مجال جغرافي محدد في جهة فاس مكناس، ستتم فيه إدارة المواقع والمناظر الطبيعية ذات الأهمية الجيولوجية الدولية وفقًا لمفهوم شمولي يرتكز على الحماية والتعليم والتنمية المستدامة. بالتزامن مع جميع الجوانب الأخرى للتراث الطبيعي والثقافي المتوفرة في المجالات الترابية المعنية بالمشروع، سيستخدم المنتزه الجيولوجي تراثه الجيولوجي لرفع مستوى الوعي وفهم القضايا الرئيسية التي تواجه مجتمعاتنا المحلية بالمنطقة، مثل الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية للأرض، والتخفيف من الآثار المرتبطة بتغير المناخ وكذا الحد من الآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
مجموعة أنجدي
تأتي مبادرة مجموعة أنجدي لدعم مشروع جيوبارك الأطلس المتوسط من منطلق اهتمامها الخاص بالتنمية الترابية من خلال السياحة المستدامة في المناطق الجبلية في الأطلس المتوسط الشرقي، خاصة في مناطق جبل تيشوكت وجبل بويبلان وجبل بوناصر، المصنفة ضمن المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية. يتمثل نهج التعاونية في المساهمة في تحسين المهارات والخدمات والعروض لتثمين المنطقة، من خلال دعم سلسلة قيمة السياحة البيئية الجيولوجية، التي لم يتم تطويرها إلا قليلاً حتى الآن، لأن الأنشطة الرئيسية التي رسخت نفسها في الإقليم هي أنشطة الإقامة وزيارة القمم، وهي وإن كانت مهمة بالتأكيد، فهي تبقى موسمية وغير كافية لتشكل عرضًا سياحيًا جيو/بيئيًا كاملاً، علاوة على ذلك، فإن هذه الأنشطة تستحق التحسين والدعم.
تقوم المجموعة التعاونية أنجدي Anejdi بتعبئة مهاراتها وشراكاتها من أجل:
-
تطوير عرض سياحي إقليمي يحترم البيئة ويعزز التراث الطبيعي والتراث الثقافي غير المادي والمادي في منطقة الأطلس المتوسط الشرقي؛
-
إنشاء رأس مال بشري مدرب على قيم الفضاء الطبيعي والهوية الثقافية للمناطق الجبلية، وكذلك على قيم الوساطة بين الثقافات؛
-
رفع مستوى الوعي لدى الزوار والسكان المحليين من خلال إيصال قيم الفضاءات الطبيعية والممارسات الجيدة للحفاظ على البيئة والموروث الثقافي؛
-
زيادة فوائد الاقتصاد المحلي نتيجة للسياحة المتنوعة والمسؤولة في مختلف أقاليم الأطلس المتوسط الشرقي؛
-
تشجيع البحث العلمي في المجالات المتعلقة بالسياحة البيئية والسياحة الجيولوجية.
-
توسيع مجالات الشراكة الداعمة للتنمية الترابية لمنطقة الأطلس المتوسط الشرقي.
مشروع لتعزيز الوعي والانتماء والابتكار
ومن خلال زيادة الوعي بأهمية تراثها الجيولوجي، ستوفر الحديقة الجيولوجية "جيوبارك الاطلس المتوسط" للسكان المحليين الذين يعيشون في هذه المناطق شعورًا بالفخر مع تعزيز هويتهم بهذه المنطقة. وسيتزايد إنشاء منظمات ومقاولات محلية مبتكرة ووظائف جديدة بتدريب وتكوين عالي الجودة، بفضل مصادر الدخل الجديدة الناتجة عن السياحة المستدامة، التي ستتطور لا محالة مع حماية الموارد الجيولوجية للمنطقة، وسيساهم المشروع لا محالة في تنويع العرض السياحي المعتمد على الرأسمال الطبيعي بالمملكة المغربية.
جهة زاخرة، وتنوع ترابي على أربعة اقاليم
إن إنشاء الحديقة الجيولوجية "جيوبارك الأطلس المتوسط" سيدعم المجتمعات المحلية في جهة فاس مكناس بشكل مباشر وسيتيح لها الفرصة لإقامة شراكات متماسكة، بهدف مشترك يتمثل في تعزيز جاذبية المجالات الترابية المعنية، وذلك عبر تقييم المعالم الجيولوجية المميزة لهذه المجالات الترابية، ونطاقها الزمني، والمواضيع التاريخية المتصلة بالجيولوجيا، أو الجمال الجيولوجي الاستثنائي لمناظرها الطبيعية.
على امتداد ترابي لأربعة أقاليم في جهة فاس مكناس الجبلية بامتياز، سيعتمد إنشاء "جيوبارك الأطلس المتوسط" على مساهمة جميع الشركاء الوطنيين والجهويين والمحليين ذوي الصلة (على سبيل المثال، ملاك الأراضي، السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، المؤسسات العلمية، ومجموعات العمل الدراسية، المصالح الحكومية المعنية ومنظمات تنمية السياحة المستدامة، والسكان الأصليين، ومنظمات المجتمع المدني).
جغرافيا، يمتد المجال الترابي المرصود لإقامة "جيوبارك الأطلس المتوسط" في جهة فاس مكناس على كل من أقاليم: بولمان، تازة، إفران وصفرو، على مساحة تناهز 14000 كيلومتر مربع، غنية بمختلف التشكيلات والعناصر المؤسِّسَة للحدائق الجيولوجية عبر العالم.
عناصر قوة المجال الترابي
تفرض الأقاليم المعنية وجودها طبيعيا وبشريا لتكون مؤهلة لحمل مشعل "جيوبارك الأطلس المتوسط" ، متمتعة بعناصر قوة لدعم ملف ترشيح المنتزه الجيولوجي للأطلس المتوسط، نذكر من أبرز نقط القوة :
المناظر الطبيعية المنتشرة في عشرات المواقع الجيولوجية والجيومرفولوجية المتنوعة على امتداد المجال المعني، والذي هو أيضا خزان مياه مهم للبلاد، حيث تنطلق منه ثلاثة من أهم أنهار المغرب، سبو ملوية وأم الربيع، كما يحتوي هذا المجال على أعلى قمم الأطلس المتوسط، بوناصر بويبلان وثيشوكت، ويتمتع بغطاء غابوي متنوع جدا، خصوصا أرزية الأطلس المتوسط، عبر شبكة من المنتزهات الوطنية والمناطق المحمية ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية.
كما أن المجال المقترح لجيوبارك الأطلس المتوسط، يعتمد على بلاد البراكين الخامدة في إفران و بويبلان، وعلى أرض البحيرات الطبيعية و الشلالات وأرض الثدييات الضخمة الفريدة في إقليم بولمان، ثم على أكبر شبكة للمغارات بإقليم تازة.
دون أن ننسى التنوع الثقافي والإنساني الكبير في هذا المجال الترابي، والمطبوع بغنى الموروث الأمازيغي المادي واللامادي، والإرث التاريخي الطويل، والذي يشكل فصولا مهمة من تاريخ المغرب.
أربع مرتكزات، لمشروع ترابي واعــــد
سيتطلب إنجاح هذا المشروع تملُّكاً والتزاما قويا من جانب المجتمعات المحلية في المقام الأول، وشراكة قوية طويلة الأجل تدعمها السلطات العمومية والجماعات الترابية، لتحقيق اعتراف رسمي لمنظمة اليونسكو العالمية بجيوبارك الأطلس المتوسط، وتنفيذ استراتيجية شاملة تحقق أهداف التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية مع تعزيز وحماية التراث الجيولوجي للمجال الترابي.
وحتى ينطلق مسار تأسيس "جيوبارك الأطلس المتوسط" بخطى ثابتة، فإننا نعتبر أن هذه المرتكزات الأربعة لابد من توفرها بشكل سليم، يتعلق الأمر ب:
1 تقييم التراث الجيولوجي ذي القيمة الدولية
ولكي تصبح منطقتنا المحددة في جهة فاس مكناس حديقة جيولوجية عالمية، يجب أن يتم إبراز تراثها الجيولوجي ذي القيمة الدولية. سيتم تقييم ذلك من قبل علماء محترفين، وسيسمح هذا التقييم المستند إلى مراجعة النظراء العلميين والأبحاث المنشورة دوليًا والتي تم إجراؤها على المواقع الجيولوجية في المناطق المعنية بمشروع "جيوبارك الأطلس المتوسط"، سيسمح ذلك للعلماء المحترفين بإجراء دراسة مقارنة على نطاق عالمي والتي ستكون قادرة على تحديد الأهمية الدولية للمواقع الجيولوجية، استنادا على القيمة العلمية أولا، ثم على مجموع القيم الإضافية لكل المواقع المتنوعة، مثل القيم الجمالية، الثقافية، الاقتصادية والإيكولوجية.
2 إرساء خطة إدارة تشاركية
ستتم إدارة الحديقة الجيولوجية من قبل مؤسسة ذات وجود قانوني رسمي وفقًا للتشريعات الوطنية. وسوف تنتظم هذه الهيكلة الإدارية للتعامل بشكل مناسب مع المنطقة بأكملها، ودمج جميع الأطراف أصحاب المصلحة والسلطات المحلية ذات الصلة. وسيتطلب الجيوبارك إعداد وتنفيذ خطة إدارة، يوافق عليها جميع الشركاء، وتأخذ في الاعتبار الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين، وحماية مناظرهم الطبيعية والحفاظ على هويتهم الثقافية. يجب أن تكون هذه الخطة شاملة إلى أبعد الحدود، حيث تدمج أبعادا متعددة كالحكامة، التنمية، التواصل، حماية الموروث، تأهيل البنية التحتية، تعبئة الموارد المالية وتنشيط الشراكات حول الجيوبارك.
3 تأكيد الهوية البصرية
ستعمل حديقة "جيوبارك الأطلس المتوسط" على تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، وذلك في المقام الأول من خلال السياحة المستدامة. ومن أجل تحفيز وإنعاش هذا النشاط السياحي في المنطقة، من الضروري أن تكون هناك رؤية واضحة للجيوبارك. يجب أن يتمكن الزوار والسكان المحليون من العثور على المعلومات ذات الصلة حول الجيوبارك من خلال موقع إلكتروني على الإنترنت ومنشورات ومطويات وخرائط تفصيلية لأراضيهم ولوحات تشويرية، تشير إلى العلاقة بين المواقع الجيولوجية في المنطقة والمواقع الأخرى.
ويجب أن يتمتع الجيوبارك أيضًا بهوية بصرية مميزة.
في مذكرتنا التقديمية هاته، نقترح شعارا للجيوبارك يستوحي شكله من مستحاثه الأنكيلوصور (Spicomellus Afer) ، الديناصور الفريد في العالم والذي تم العثور عليه في منطقة بولمان سنة 2021.
4 التشبيك على المستوى الدولي
يعتمد نجاح مشروع جيوبارك أساسا على التعاون مع السكان المحليين، ولكن في نفس النهج أيضًا، سيتحقق نجاح المشروع بفضل التشبيك مع الحدائق الجيولوجية العالمية الأخرى وشبكات الحدائق الجيولوجية الإقليمية التابعة لمنظمة اليونسكو العالمية. إن توفر المملكة المغربية على التجربة الرائدة لجيوبارك مكون سيعزز لا محالة من فرص التبادل ونقل التجربة، كما أن المبادرات الحالية لمجموعة من الفاعلين، على مستوى جبل باني بالأطلس الصغير، وجبل زرهون أيضا، تساهم في إغناء فضاء التبادل وطنيا. إن الهدف هو التعلم من بعضنا البعض، كما أن العمل بشكل تعاوني مع الشركاء الدوليين هو السبب الرئيسي لإنشاء الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو، ولهذا السبب نطمح أن يكون "جيوبارك الأطلس المتوسط" مستقبلا عضوا في الشبكة العالمية للحدائق الجيولوجية. من خلال هذا العمل معًا، عبر الحدود، سنساهم مع الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو في زيادة التفاهم بين المجتمعات المختلفة والمشاركة في عمليات بناء السلام.
المواضيع التي سيتم تناولها ضمن مشروع المنتزه الجيولوجي للأطلس المتوسط:
-
الموارد الطبيعية
-
المخاطر الجيولوجية
-
التغير مناخي
-
التربية
-
العلوم
-
الثقافة
-
النساء
-
التنمية المستدامة
-
المعارف التقليدية المحلية والأصلية
-
الحفاظ على الأرض
خطواتنا نحو تأسيس جيوبارك الأطلس المتوسط:
سيعتمد مجهود تأسيس جيوبارك الأطلس المتوسط على منهجية ذات مراحل:
المرحلة الأولى تحديد النطاق الجغرافي المتفق عليه للجيوبارك، ومأسسة إطار ذي وجود قانوني رسمي وفقًا للتشريعات الوطنية، دامج للطاقات المُبادرة في هذا المشروع من داخل مناطق الجيوبارك وخارجها، يتولى إدارة برامج العمل ويقوم بالتنسيق مع السلطات والجامعات ومختلف الفاعلين، وإعداد وتتبع المشاريع، وضمان العمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للجيوبارك.
المرحلة الثانية تهدف لتعبئة مختلف الفاعلين داخل النطاق الجغرافي المعني ، التحسيس لفائدة جميع المتدخلين والمعنيين، تحفيز برامج وتدابير الحفاظ على الموروث الجيولوجي، وتنويع عروض السياحة المستدامة وبالخصوص تلك المبنية على الموروث الجيولوجي والجيومرفولوجي، وتحفيز المبادرات الاقتصادية والثقافية.
المرحلة الثالثة ستعتمد أساسا على نتائج المراحل السابقة، وذلك لاستكمال ملف ترشيح المنتزه الجيولوجي للأطلس المتوسط، لاعتماده كمنتزه عالمي بمصادقة اليونسكو
المقترح الأولي للنطاق الجغرافي لجيوبارك الأطلس المتوسط
تحديد الأهداف الإستراتيجية
الأهداف العامة التي ستعمل منظمة إدارة جيوبارك الأطلس المتوسط على تحقيقها في تطوير رسالتها ورؤيتها، يجب أن تكون أهدافا قابلة للتحقيق والقياس. في الوقت الراهن، نقترح وضع أهداف استراتيجية لمحاور الأنشطة التالية:
المحور الأول: البحث العلمي في منطقة الجيوبارك (علوم الأرض، إيكولوجيا المجالات القروية، الاستدامة)
المحور الثاني: الجيو تعليم، أو محو الأمية في علوم الأرض، بما في ذلك تثمين التراث اللا إحيائي والمخاطر الناجمة عن العمليات الجيولوجية.
المحور الثالث: التأهيل من أجل الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
المحور الرابع: السياحة المستدامة بروافدها المتعددة.
المحور الخامس: الأنشطة الاقتصادية الأخرى ذات القيمة المضافة (المرتبطة بهوية منطقة الجيوبارك)، ولا سيما المنتجات الغذائية والحرف اليدوية وعمل صغار المنتجين المحليين، ولكن أيضًا المنتجات الثقافية (المسرح والموسيقى والأدب والأساطير والفولكلور).
ستتمكن منظمة إدارة جيوبارك الأطلس المتوسط من تشكيل وتنشيط فرق عمل متنوعة المشارب للعمل على صياغة أهداف واضحة وقابلة للتحقيق لكل واحد من المحاور المقترحة، وتكون ملائمة أولا لاحتياجات السكان المحليين، وكذلك لطبيعة المجالات الترابية للأطلس المتوسط.
مجموعة تعاونية شغوفة في الأطلس المتوسط الشرقي
يتمتع أعضاء مجموعة أنجدي بالتجربة في المواضيع المتعلقة بإدارة الموارد الطبيعية في المناطق الجبلية، ولا سيما من خلال التجارب الملموسة في المجالات التالية:
إدارة جمعيات التدبير الغابوي، في إطار اتفاقيات الحماية الغابوية لأكثر من خمسة عشر عاما؛ إدارة التعاونيات لتثمين النباتات العطرية والطبية، خاصة إكليل الجبل، منذ حوالي عشر سنوات، العمل النشط في جمعيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بناء الحملات الترافعية وحملات التعبئة المجتمعية، تعزيز التشبيك والشراكة على الصعيد الجهوي والوطني، وتعبئة شركاء دوليين.
وتقوم المجموعة بتعبئة مختلف الموارد البشرية التي تتعلق مجالات دراستها وعملها المهني بتنسيق برامج التنمية، وتنمية المهن الخضراء، وتقنيات الزراعة، والرياضة، والعلوم الاجتماعية والإنتاج السمعي البصري، إلى كل هذه المهارات، يُضاف شغف مجموعة أنجدي بتنمية السياحة البيئية في جبل تيشوكت وغيره من جبال الأطلس المتوسط الشرقي.
لمزيد من الاطلاع على عمل المجموعة، يمكنكم زيارة الموقع: