#هذه_الأرض_لنا هي دعوة للعمل من أجل مستقبل مشترك و مستدام في مناطقنا الجبلية بالأطلس المتوسط الشرقي.
#هذه_الأرض_لنا ، شعارٌ يذكرنا بأننا جزء لا يتجزأ من كوكب الأرض، وأن مسؤولية حمايته ورعايته تقع على عاتقنا. إنه نداءٌ موجهٌ للشباب، صناع المستقبل، لدعوتهم إلى إعادة اكتشاف جذورهم والتواصل مع الطبيعة، والحفاظ على تراثهم، وبناء مستقبلٍ مستدام.
ففي زحمة الحياة الحديثة، نبتعد بشكل كبير عن الطبيعة، عن تلك المساحات الخضراء التي كانت ملعبنا، عن الأشجار التي كانت ظلالها ملاذنا. ننسى صوت الرياح التي تحمل لنا أنغام الطبيعة، وننسى رائحة التراب الرطب بعد المطر. علينا أن نعيد اكتشاف هذه الجذور، وأن نشعر بالانتماء إلى الأرض التي ترعرعنا عليها، وأن نلتزم بواجبنا في الحفاظ على مواردها. لذلك فمجموعتنا "أنجدي" التي تهتم بالتنمية الترابية عن طريق السياحة المستدامة في الأطلس المتوسط الشرقي، تحاول أن تعيد للشباب ارتباطهم بالفضاء الطبيعي و بقيمه و مميزاته في هذه المناطق الجبلية.
خير مثال على ذلك، هو انخراطنا في "برنامج العمل المناخي لتعزيز صمود الأفراد و الجماعات"، حيث نقوم مع شركائنا بمجموعة من الأنشطة لفائدة شباب المنطقة، وذلك لتحقيق غايات متعددة، نذكر منها:
1• تعزيز معرفة الشباب بمكونات المجال الطبيعي وقِيَمه،
2• رفع الوعي بالإشكاليات المناخية الضاغطة على المناطق الجبلية؛
3• تعزيز المشاركة الشبابية في صنع القرار عبر العمل البيئي.
تقودنا هذه الرحلة مع الشباب إلى جميع قمم الأطلس المتوسط، من جبل ثيشوكت إلى قمة بويبلان، و من فضاءات جبل بوناصر إلى التنوع الطبيعي الرائع لجبال منتزه تازكا الوطني، حيث يكون التركيز في هذا العمل مع الشباب على الحفاظ على الموارد وتدبيرها بحكمة، مع الاستمتاع بما تجود به الجبال من هِبات.
بتنظيمنا المتكرر مع الشباب لحملات نظافة في الفضاءات الطبيعية التي تعرف إقبالا متزايدا للزوار، مثل فضاءات الشلالات و الينابيع بجماعتنا سكورة مداز، إقليم بولمان، فإن رسالتنا هي أن هذه الموارد الطبيعية ليست ثروة لا تنفذ، بل هي أمانة في أعناقنا. علينا أن نتعامل معها بحكمة وإدراك، وأن ندرك أن استدامة هذه الموارد هي ضمان لاستدامة حياتنا و حياة الأجيال التي تأتي بعدنا.
ثم إن تفاعل الإنسان مع هذه الأرض لقرون خلت، ترك لنا رصيدا ثقافيا مهما، هذا التراث هو هويتنا، وهو ما يميزنا عن غيرنا. علينا أن نعتز بتراثنا الطبيعي والثقافي، وأن نسعى إلى حمايته ونقله للأجيال القادمة.
ولذلك أيضا نشجع الشباب على زيارة المواقع التاريخية بمناطقنا للتعرف على تاريخنا وحضارتنا، والاحتفاء بإنجازات أجدادنا.
كما نُفعّل المشاركة في الفعاليات الثقافية، كالحفاظ على تراثنا الشعبي اللامادي، والاحتفاء بالمناسبات الوطنية و الدولية، وندعم جميع صيغ الإبداع الفني الجبلي، و بالخصوص النساء الحِرَفيات رائدات الصناعات التقليدية المحلية، من أجل مواصلة إنتاجهن و ضمان تسويقه عبر الأنشطة السياحية، مما يساهم في الحفاظ على تراثنا الحرفي الجبلي.
إن بناء مستقبل مستدام لمجالاتنا الترابية المحلية لا يمكن أن يكون بمعزل عن الشباب،
فهم القوة الدافعة للتغيير، وهم قادرون على بناء مستقبلٍ أفضل لنا وللأجيال القادمة. يُمْكِنهم ذلك من خلال المشاركة المواطنة، و تطوير المشاريع المستدامة، وكذا من خلال المساهمة في نشر الوعي التنموي، عن طريق التأثير في محيطهم ، وذلك باستعمال أمثل لوسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات حشد التأييد.
"هذه الأرض لنا" ليست مجرد شعار، بل هي دعوة إلى العمل الجماعي، وهي تعبير عن روح المواطنة لشباب يؤمنون بحقوقهم وواجباتهم في إطار أهداف التنمية المستدامة لكوكب الأرض.
Voir moins
Comentarios